(بداية النص)
وزير الخارجية باول: شكرا جزيلا معالي الوزير . إنني مسرور جدا للعودة مجددا إلى بيروت . كما أنني مسرور جدا للمباحثات المفيدة التي أجريتها مع الرئيس (إميل) لحود ، ورئيس مجلس الوزراء (رفيق) الحريري ، ورئيس مجلس النواب (نبيه) بري ، وطبعا مع زميلي وزير الخارجية .
معالي الوزير ، ليس هناك في العالم دولة ملتزمة بالعدالة عالميا بقدر الولايات المتحدة ؛ كما ليس هناك دولة أعطت للعالم أكثر من الولايات المتحدة الدليل كيف أن شعوبا متعددة ، وديانات متعددة ، وثقافات متعددة يمكنها أن تتمازج معا لتصبح شعبا واحدا ، وثقافة واحدة ، مبنية على قيم مشتركة ، ومن ضمنها الديموقراطية ، والإلتزام بأنظمة الأسواق الحرة ، وأهم من هذا كله الإلتزام بالقيمة الفردية لكل رجل وإمرأة وولد على هذه الأرض -- وهم جميعا من نسل إبراهيم . إنني أشاطركم رغبتكم برؤية السلام وقد حل في هذا الجزء من العالم . وهو أيضا إلتزام الرئيس بوش . وقد عبر الرئيس بوش عن رؤيته بوضوح في خطابه الذي ألقاه في 24 حزيران 2002 حيث طالب بوضع حد للإرهاب والعنف ، وطالب بإحداث تحوّل في قيادة السلطة الفلسطينية . وإننا نشهد الآن هذا التحوّل في القيادة مع تعيين وتثبيت السيد أبو مازن رئيسا للوزراء في السلطة الفلسطينية . ومع تعيينه وتثبيته قدمنا خريطة الطريق للطرفين . وهي تشير إلى الطريق إلى الأمام ، وليس فقط الطريق فيما يخص الفلسطينيين والإسرائيليين ، بل الطريق نحو تسوية أكثر شمولية . فالولايات المتحدة ملتزمة بتسوية شاملة ومن ضمنها أيضا مصالح لبنان ومصالح سوريا . إذ إن السلام يجب أن يعم المنطقة بأسرها .
وإن الولايات المتحدة تدعم لبنان مستقلا ومزدهرا ، وحرا من جميع ، جميع القوات الأجنبية . إن لبنان لديه مقدرات ضخمة ويمكنه أن يكون نموذجا للديموقراطية والتجارة الحرة في المنطقة . كما أن الروابط الوثيقة بين شعب الولايات المتحدة وشعب لبنان تعطي دفعا قويا متبادلا لمساعدتهما بعضهما البعض . لقد ركزنا بقوة على قلقنا حيال الأنشطة الإرهابية المستمرة لحزب الله في المنطقة وحول العالم . وركزنا أيضا على أهمية الحفاظ على الهدوء على حدود لبنان الجنوبية . وإننا نعتقد أنه آن الأوان لإنتشار الجيش اللبناني على الحدود وإنهاء تواجد ميليشيا حزب الله المسلحة . وإنني دائما أعرب عن إعجابي بالإنجازات التي حققها الشعب اللبناني على صعيد إعادة البناء . كما أنني أعرب عن إعتزازي للمساعدات التي نقدمها بواسطة سفارتنا وبرامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية .
وقد كانت فرصة لإطلاع وزير الخارجية وسائر القيادات اللبنانية على فحوى محادثاتي التي أجريتها سابقا مع الرئيس الأسد في دمشق ، وناقشت معهم ، كما كنت قد ناقشت مع الرئيس الأسد ، المتغيرات الإستراتيجية التي حدثت الآن ، ليس فقط على صعيد تعيين أبو مازن وتسليم خريطة الطريق ، ولكن خصوصا على صعيد تغيير النظام في العراق . لقد ذهب صدام حسين ونظامه الإرهابي ، والآن أتيحت لشعب العراق فرصة بناء مستقبل أفضل لأنفسهم . وسوف تعيد سريعا قوى التحالف المتواجدة الأمن والإستقرار إلى كافة المناطق العراقية . وسوف نعمل على تأمين إحتياجات الشعب ، وسوف نعمل على حماية ثروة العراق ، أعني نفطه ، والحفاظ عليها لصالح الشعب العراقي دون غيره . فهو نفطهم . وسوف نساعد كذلك الشعب العراقي ، وقد باشرنا بذلك فعلا ، على إقامة حكم جديد من خلال عمليات سياسية تتم على قدم وساق وتشاهدونها الآن في اللقاءات التي يعقدها القادة ويبحثون فيها شكل الحكم الذي يريدونه لأنفسهم -- إلا أنه حكم ديموقراطي يحترم إرادة الشعب العراقي بأسره . إننا سنبقى ما يلزم من الوقت لنتأكد أن المهمة قد أنجزت بشكل جيد وأننا نستطيع تسليم زمام الأمور إلى الشعب العراقي . وسوف نطلب من كافة الدول حول العالم المساعدة في جهود حفظ السلام وإعادة البناء . ونحن مهتمون خصوصا بالدول المجاورة في المنطقة ، والتي تسعى بكل طاقاتها لمساعدة القيادة العراقية الجديدة ، ولذا ، يا معالي الوزير ، فإن للبنان دورا يقوم به في كل ذلك ، وإني أتطلع إلى العمل معكم وزملائكم في الأشهر القادمة ، فيما نتقدم معا نحو الأمام . وشكرا .
ســــؤال: إلى متى سنستمر بتجاهل قرارات الأمم المتحدة الخاصة بأزمة الشرق الأوسط ؛ وهل سيكون للمؤتمر الدولي المقترح أية فرصة للنجاح إذا إستمرت إسرائيل تعرقل جميع مبادرات السلام المقترحة ؟
الوزير بـاول: إننا نعمل كل ما بوسعنا لإيجاد حل سلمي في المنطقة . كما أن جميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ماثلة في ذهننا . فقد عملنا مع الفلسطينيين لمساعدتهم على إحداث تحوّل في قيادتهم ، وكذلك عملنا مع الإسرائيليين . وإن خريطة الطريق التي قدمتها الرباعية تفرض إلتزامات ومسؤوليات على جميع الأطراف . يجب أن نرى نهاية الإرهاب ونهاية العنف . سوف نحث الجانب الإسرائيلي على بذل كل ما هو ممكن لتسهيل تنقل الناس في الأراضي ، وكذلك هؤلاء على القيام بدورهم ونحن نسير قدما . وسوف نقيم مؤتمرا في الوقت المناسب عندما تسمح الظروف ، إلا أن إلتزامنا ثابت ولا مواربة فيه . نريد أن نرى إنشاء دولة فلسطينية ، وبأسرع وقت ممكن . لقد حددت رؤية الرئيس (بوش) الفترة الزمنية بثلاث سنوات إعتبارا من تاريخ خطابه ، ولكن علينا الإستمرار بالتقدم ، وأعتقد أنه لدينا الآن فرصة للإستمرار بالتقدم ، مع تسليم خريطة الطريق ، ومع إستلام أبو مازن مهامه كرئيس للوزراء في السلطة الفلسطينية ، ومع إلتزام الولايات المتحدة وأعضاء الرباعية الآخرين ، ومع مساعدة بلدان المنطقة على وقـف أنشطة الإرهاب والعنف ، ودعم هذه العملية . لقد كان هذا جزءا من الرسالة التي وجهتها لزميلي هنا اليوم .
ســــؤال: معالي الوزير ، ما هي القضايا التي أعرب الرئيس الأسد بشأنها عن إستعداده للمساعـدة ، وما هي القضايا التي أثارها الرئيس الأسد والتي لاقت تجاوبكم ؟
الوزير بـاول: لقد ناقشت والرئيس الأسد كافة المسائل المعلقة ، تلك المتعلقة بإغلاق الحدود بين العراق وسوريا ، وإبقائها مغلقة ، وتسليم الأشخاص الذين قد يظهرون في سوريا من العراق -- كبار المسؤولين ، أو المسؤولون المحتمل إطّلاعهم على أنشطة أسلحة التدمير الشامل . وقد تحادثنا حول أسلحة التدمير الشامل نفسها ؛ وتحادثنا حول الدعم لحزب الله ؛ وتحادثنا حول مسائل أخرى متنوعة . وحول كل موضوع ، قال الرئيس إنه يرغب دراسة وجهة النظـر التي قدمتها ، وسوف نتابع الموضوع عبر قنوات مختلفة ، أكانت قنوات دبلوماسية أو محادثات مباشرة قد أجريها مع المسؤولين السوريين في المستقبل ، بعد أن تتسنى لهم دراستها . وقد أوضحت لهم أن الولايات المتحدة ملتزمة الحل الشامل في المنطقة ، بما فيها سوريا ولبنان ، وكذلك مرتفعات الجولان . وناقشنا كذلك مواضيع إنسانية ، منها قضايا الحضانة ، وقضايا الأشخاص الذين فقدوا أثناء العمليات من مختلف البلدان ، إلى جانب حالات إنسانية أخرى . فقد كانت محادثات صريحة . كانت مباشرة وأردت من خلالها أو أوضح للرئيس ، وأعتقد أنني نجحت في ذلك ، وأعتقد أنه تبلغ الرسالة ، أن هناك وضعا إستراتيجيا جديدا . نحن نريد التعاون مع سوريا في التأقلم مع الوضع الإستراتيجي الجديد ، وسوف نراقب بإهتمام كبير كما أننا نرغب بشدة أن نتعامل مع سوريا حول مختلف مقاييس التنفيذ ، ونحن نسير قدما .
ســــؤال: معالي الوزير ، هل سلمتم الرئيس لحود نسخة من خريطة الطريق ؟ وإنني أعلم أن خريطة الطريق لم تأت على ذكر اللاجئين الفلسطينيين . وربما قد سمعتم من الرئيس لحود أن هذا الموضوع بالغ الأهمية بالنسبة للبنان . هل يوجد أية مخططات للتجاوب مع القلق اللبناني ، وكيف ستعالجون هذه القضية ؟
الوزير بـاول: سوف يتم تقديم خريطة الطريق إلى الرئيس بواسطة سفيرنا ، وسيتم الإهتمام بذلك . إلا أنني أعتقد أنه قد تسنى له الإطلاع على خريطة الطريق ، ولكننا سنقدمها له رسميا بواسطة السفير . إن خريطة الطريق لا تعالج هذا الموضوع بالتحديد ، بل تركز على موضوع الفلسطينيين والإسرائيليين ، والصراع الحالي في الأراضي المحتلة . إننا ندرك تمام الإدراك أنه لدى تقدمنا على طريق الحل الشامل سيكون هناك مسار آخر إضافة إلى المسار المرسوم بوضوح في خريطة الطريق ، مسار يعالج الإهتمامات السورية واللبنانية بما فيها ، بالطبع ، قضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان .
ســــؤال: (غير مسموع)
الوزير بـاول: يجب أن يكون هناك حل كجزء من المقاربة الشاملة ، يعالج موضوع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان .
ســــؤال: معالي الوزير ، هل عملت سوريا على عدم تشجيع ، أو إغلاق ، مكاتب مجموعات أصولية في سوريا ؟ هل إستبقت سوريا زيارتكم بإجراء ما بمثابة بادرة حسن نية ؟
الوزير بـاول: لقد قاموا بإغلاق بعض المكاتب . وإني أنتظر منهم المزيد فيما يتعلق بالحد من التواصل والظهور العلني لمسؤولي هذه المنظمات . وقد تقدمنا ببعض المقترحات يقومون بدراستها ؛ وأتوقع أن أسمع منهم حولها في المستقبل .
(نهاية النص)