International Information Programs - arabic

الصفحة الأولى | السياسة الأميركية تجاه العراق


باول:لقد سطر التاريخ فاجعة حلبجة إلى الأبد
(نص كلمته في حلبجه، 15 ايلول/سبتمبر)

 

          حلبجه، العراق، 15 أيلول/سبتمبر –حضر وزير الخارجية كولن باول أثناء زيارته الأخيرة للعراق مراسم تدشين نصب تذكاري في بلدة حلبجة لضحايا المذبحة الرهيبة التي فتك فيها نظام صدام حسين بنحو 5000 كردي من الرجال والنساء والأطفال مستخدما الغازات السامة.

          وقد ضم الاحتفال المهيب في موقع القبور الجماعية كلا من الزعماء الأكراد الثلاثة: مسعود برزاني، وجلال طالباني، وبهرم صالح، فضلا عن السفير بول بريمر رئيس سلطة التحالف المؤقتة في العراق.

          في ما يلي نص كلمة باول بهذه المناسبة:

 (بداية النص)

          شكرا جزيلا لكم، حضرة السيد برزاني، لكلمتكم ولتقديمكم الكريم لي.

          ان من دواعي الشرف ان أحضر الى هنا هذا اليوم لأشاهد المواطنين الملتئمين في هذه البلدة التي دونّها التاريخ الى الأبد ولأشاهد هذا النصب الخلاب.

          هذا المكان هو مكان خاص وعلي أن اقول شيئا خاصا لكم. لكن ماذا يمكنني أن أقول لكم؟ لا داعي لأن ابلغكم بأن الأمهات المختنقات توفين وهن يضممن اطفالهن المختنقين الى صدورهن. هذا تعلمونه. ولا داعي لأن ابلغكم بان صدام حسين كان سفاحا طاغية. هذا تعرفونه أيضا. ولا داعي لأن ابلغكم بانه كان ينبغي على العالم ان يتصرف في وقت ابكر. هذا تعرفونه. ولا داعي لأن أحدثكم عن معاناة اولئك الذين سممّوا لكنهم ظلوا على قيد الحياة رغم ذلك.  هذا تعرفونه.

          لكن ما يمكنني أن أقوله لكم هو ان ما حدث هنا في عام 1988 لن يتكرر إطلاقا في المستقبل. فعلي "الكيميائي" أصبح الآن وراء القضبان، وسيبقى في السجن حتى تقرر المحاكم العراقية مصيره.  وصدام فار ومختبئ. وهو سيظل فارا وسيظل مختبئا حتى نقبض عليه او حتى يموت. واضافة الى هذا فان النظام الذي أفرزهما وهو نظام انقلابات ومؤمرات وقتلة تحطم وسحق ولن يعود ابدا.

          وفي الوقت الحالي فان العراقيين من العديد من الديانات والتراثات يسيرّون دفة الشؤون اليومية في العراق.  وفي وقت قريب، ستقترعون حول دستور دائم جديد وستصوتون لحكومة جديدة.  وهذه الحكومة الجديدة ستستجيب للشعب العراقي وستخضع اعمالها لمحاسبتكم.

          واذا حاول مستبد في المستقبل ان يوجه القوات المسلحة ضد الشعب العراقي فانه سيجد ضباطا ورجالا اقسموا الولاء لا له بل للدستور الجديد.

          ان الرجال والنساء والأطفال الـ5000 الذين فتك بهم في حلبجه انما يحيون في ذاكرة اولئك الذين عرفوهم.  واولئك الذين كانوا يعرفونهم شيدوا المتحف كي يمكن للآخرين ان يتذكروهم على الدوام.

          وبفضل أعمالكم هنا في هذا الموقع وبتشييدكم للمتحف التذكاري أكدتم انكم لن تنسوا قط، وأهم من ذلك كله ان العالم لن ينسى قط. وانا سأتذكر حلبجه دائما.

          شكرا  جزيلا لكم.

(نهاية النص)

 

* اشترك بنشرة واشنطن العربية لتصلك يومياً على عنوان بريدك الإلكتروني، عند حوالى الساعة الخامسة بتوقيت غرينيتش. للاشتراك، إضغط على العنوان التالي، http://usinfo.state.gov/arabic/wfsub.htm  واتبع الارشادات.

**** السياسة الأميركية تجاه العراق